إضاءة على مسار الأزمة الديبلوماسية بين فرنسا وأذربيجان

يالا فهد / فرانس بالعربي


استدعت فرنسا يوم الثلاثاء الماضي 16 أبريل سفيرتها لدى آذربيجان ليلى عبداللهييفا ، بسبب مواصلة باكو في الأشهر الأخيرة اتخاذ إجراءات أحادية تلحق الضرر بالعلاقات بين البلدين، بحسب بيان صادر عن الخارجية الفرنسية.

وجاء في بيان وزارة الخارجية الفرنسية، إن “الرئيس ماكرون استقبل سفيرتنا للتشاور بهذا الشأن وأعرب عن أسفه لتصرفات أذربيجان و رغبته في أن يوضح الجانب الأذري نواياه”.

وأضاف البيان “تجدد فرنسا دعمها لتطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا باحترام القانون الدولي ووحدة أراضي البلدين”.

فيما نددت أذربيجان  الأربعاء 17 أبريل بما أسمته “ضغوط” و”تهديدات” تمارسها فرنسا.حيث قالت وزارة الخارجية الأذرية في بيان لها  “إن الجانب الأذربيجاني أكد مرارا لفرنسا أن لغة التهديد والضغوط لن تفضي إلى نتيجة، ويعلن مرة جديدة أنه سيتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه القومية”.
وأضاف البيان “من الواضح أن أعمال فرنسا التي تسلح أرمينيا بكثافة وتشجع النزعة العسكرية في المنطقة، لا تخدم السلام”

ويأتي هذا في سياق التوتر الديبلوماسي في العلاقات بين فرنسا وأذربيجان وسط اتهامات متبادلة بين البلدين تتعلق بالحرب بين أرمينيا وأذربيجان الصيف الماضي، حيث اتهمت باريس باكو بتهجير الأرمن من إقليم ناغورنو كارباخ، في حين تتهم أذربيجان فرنسا بدعم أرمينيا عسكرياً.


متى بدأ تدهور العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الأذرية ؟

بدأ تدهور العلاقات بين فرنسا وأذربيجان منذ أشهر ، حين هاجم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فرنسا ورئيسها ، حيث قال خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية بلدان حركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذرية باكو في تموز يوليو الماضي:
“مليون ونصف مليون جزائري قُتلوا خلال حكم الإبادة الفرنسي، وما زال رفات بعض شهداء الحرية الجزائريين محفوظاً في أحد متاحف باريس بوصفه غنائم حرب “، مطالباً ماكرون بتسليمها إلى الجزائر.
ومن ثم اتهم الرئيس علييف فرنسا بتمهيد الأرضية لحرب جديدة في منطقة القوقاز ،حيث أعلن في نوفمبر الماضي خلال مؤتمر دولي في عاصمة أذربيجان ؛ “إن فرنسا تتبع سياسة ذات نزعة عسكرية من خلال تسليح أرمينيا وتشجيع القوى الانتقامية فيها وتمهيد الأرضية لإثارة حروب جديدة في منطقتنا”.

ورداً على هذه الاتهامات ، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس “ملتزمة بشدة بـوحدة الأراضي الأرمينية و تتحرّك مع شركائها الأوروبيين والأميركيين من أجل سلام عادل في جنوب القوقاز”.

اتهامات بالتجسس

في سياق التوتر بالعلاقات بين باريس وباكو، كانت السلطات الأذرية  قد قامت في 4 ديسمبر 2023 باعتقال المواطن الفرنسي مارتان ريان بتهمة التجسس،الأمر الذي استنكرته فرنسا بشدة، عير بيان لوزارة خارجيتها واصفة هذا التوقيف بحق مواطنها
بالجائر وغير المبرر،مطالبة بالإفراج الفوري عنه.

غير أن أذربيجان أعلنت توقيف المواطن الفرنسي المتهم بالتجسس أربعة أشهر على ذمة التحقيق،وطالبت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها في يناير الماضي، السلطات الفرنسية بالتوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية /على حد تعبيرها/.

جاء ذلك بعد تصاعد التوتر بين باريس وباكو نهاية ديسمبر 2023 حين أعلنت أذربيجان طرد دبلوماسيين فرنسيين اثنين،من موظفي السفارة الفرنسية تتعارض أنشطتهما مع وضعهما الدبلوماسي/ بحسب زعمها/ وأمهلتهما 48 ساعة لمغادرة البلد.
فجاء ردّ فرنسا في اليوم التالي بطرد اثنين من الدبلوماسيين الأذريين في إطار المعاملة بالمثل ، وقالت وزارة  الخارجية الفرنسية  في بيان لها إن باريس تنفي بشكل قاطع المزاعم التي قدمتها أذربيجان لتبرير قرارها بشأن الدبلوماسيين الفرنسيين المتهمين بالقيام بأنشطة تتعارض مع وضعهما”.