
زيد العظم-فرانس بالعربي
ساخنة هي التصريحات والتصريحات المضادة، كسخونة الطقس في جنوب فرنسا هذه الأيام، بين وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان وبين عمدة مدينة ليون جريجوري دوسيه.
يكفينا أن نعلم مدى التباين السياسي بين الوزير وبين العمدة، كي تصبح القصة أكثر وضوحا، وزير ينتمي إلى خط الرئيس ماكرون، وعمدة ينتمي إلى حزب الخضر، الحزب المنضوي في تحالف الأحزاب اليسارية المعارضة بل والمناهضة لمنظومة ماكرون السياسية.
بداية ظهور الخلاف على العلن بين دارمانان وبين دوسيه بدأ مع الاعتداء الأخير الذي حدث في حي “غيوتيير” في مدينة ليون ، حيث تم الاعتداء على 3 عناصر من الشرطة الفرنسية من قبل عدد من الخارجين عن القانون ،طار على إثرها الوزير دارمانان من باريس إلى موقع الواقعة في ليون لمعاينة الأحداث عن قرب.
عمدة مدينة ليون تخلف عن الحضور للقاء الوزير دارمانان، وكأنه يرد الصاع للوزير الذي رفض لقاء العمدة في باريس 2020. غير أن امتناع العمدة عن لقاء دارمانان في ليون، حرض وزير الداخلية ليكتب من باريس على منصاته في مواقع التواصل الإجتماعي محملا مسؤولية الفلتان الأمني الذي تعيشه مدينة ليون إلى عمدتها. وماهي إلا أيام حتى حان دور العمدة ليرد على اتهامات الوزير في تردي الأوضاع الأمنية، إذ ومن منبر صحيفة لوجورنال دو ديمانش، رد عمدة ليون الإتهامات إلى الوزير نفسه مشيرا إلى أن وزارة الداخلية قد قصرت في رفد المدينة بما يلزم من عناصر الشرطة ومعدات الحماية للتصدي لكل المارقين. بالإضافة إلى ذلك فقد دعا العمدة اليساري خصمه السياسي “الوزير اليميني” إلى لقاء مشترك في شهر أيلول سبتمبر القادم لوضع خطة جديدة تهدف لتعزيز أمن مدينة ليون.
من المؤكد بأن الوزير دارمانان سيقرأ الهجوم المضاد من قبل عمدة ليون، فضلا عن أن الوزير سيتلقف الدعوة التي وجهها العمدة إليه، فهل ستستمر الجبهات حامية كحماوة جنوب فرنسا أم أنها ستبرد مع قدوم أيلول فاتح الخريف؟