مقالات رأي

لوفيغارو الفرنسية.. هل انتهت الحرب في سوريا؟

زيد العظم-فرانس بالعربي

نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تحقيقا صحفيا عن سوريا في نسختها الإلكترونية ليتم توزيعه ورقيا في عدد الغد.

التحقيق الصحفي جاء بقلم الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “جورج مالبرونو”.

وتسائل الكاتب في بداية التحقيق الصحفي عن مدى صحة المقولة الرائجة هذه الأيام عن انتهاء الحرب في سوريا!

حيث استهلَّ الكاتب تحقيقه بتردي الوضع الأمني جنوب سوريا، وكيف بات مصدرا يقلق كل من الأردن وإسرائيل، من خلال المليشيات الإيرانية التي تكثف انتشارها في درعا والسويداء مستغلة انشغال روسيا في حربها مع أوكرانيا، إذ قطعت موسكو تمويلها عن بعض الفصائل المتواجدة في جنوب البلاد بعد رفض تلك الفصائل أن تحارب مع الجيش الروسي في أوكرانيا،الأمر الذي أغرى طهران والفرقة الرابعة بتعزيز تواجدهم، مستغلين الفراغ الروسي.

من الجنوب السوري إلى شماله، حيث استعرض التحقيق مخاوف الأكراد من وقوعهم في صفقة جديدة تبرمها الإدارة الأمريكية مع تركيا لتقوم الأخيرة بعملية عسكرية رابعة. كما كشف تحقيق مالبرونو بأن واشنطن توافق على قيام أنقرة باستخدام الطائرات بدون طيار في معاركها مع المليشيات الكردية المصنفة في أمريكا والإتحاد الأوروبي على لوائح الإرهاب.

وأشار التحقيق إلى معلومات كشف عنها الباحث الفرنسي “فابريس بالانش” بأن قوات سوريا الديمقراطية قد عجزت عن إبعاد مقاتلين من حزب العمال الكردستاني من صفوفها إلى جبال قنديل كما طلبت منها واشنطن.

وفي الجزء الغربي من شمال سوريا استبعد التحقيق الفرنسي المنشور في لوفيغارو عودة إدلب إلى سطوة النظام السوري لأسباب عدة أهمها “روسيا الغارقة في الوحل الأوكراني” فضلا عن القبضة الحديدية التي تمسك بها هيئة تحرير الشام “النصرة سابقا” للمنطقة ومحيطها، بالإضافة إلى الصعوبة الكبيرة التي سيواجهها النظام السورى فيما لو أراد فتح حرب جديدة من الهيئة.

وكشف التحقيق الفرنسي بأن رفض المملكة العربية السعودية لعودة التطبيع مع النظام السوري هو السبب الرئيسي الذي يحول دون رجوع النظام إلى مقعد الجامعة العربية رغم ضغط عدد من الدول العربية تأتي الجزائر في المقدمة.

وختم مالبرونو تحقيقه بأن بشار الأسد لم يعد بيده سوى استخدام لعبة أبيه في انتظار وتصيد خلافات الحلفاء للمرور من خلالها، إذ يرى الأسد الابن أن صفقة ما على هامش الإتفاق النووي مع إيران ربما تؤمِّن له آجال إضافية.

Photo : Reuters

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *