زيد العظم
قبل الإجابة لابد من الإشارة إلى أن العرف الذي تتبعه وسائل الإعلام الفرنسية في وصف جريمة على أنها إرهابية أم لا يعود إلى انتظار النيابة العامة صاحبة الحق بداية في وصف الجرم إن كان ارهابيا أم لا. حيث لم تصنف نيابة مكافحة الإرهاب الوطنية جريمة الأمس والتي أودت بحياة 3 ناشطين أكراد لايحملون سوى الجنسية التركية، على أنها عمل إرهابي.
بالعودة إلى أصل السؤال لماذا لم تصنف النيابة لغاية الآن جريمة الأمس على أنها عمل إرهابي ؟
الجواب:
لسببين اثنين ،
الأول هو أن الشخص الفاعل مرتكب الجريمة (ويليام .م) لا ينتمي إلى منظمة مدرجة على لوائح الإرهاب في فرنسا وبالتالي يتعذر وفق القانون الجزائي الفرنسي اعتبار الجرم إرهابيا، وبحسب التحقيقات فإن جريمة الأمس ارتكبها الفاعل بدافع شخصي.
السبب الثاني وهو سبب دقيق يمكن للزملاء الحقوقيين/ات ، التقاطه بسرعة ، وهو عدم وضوح بواعث الركن المعنوي في جريمة الأمس. هل الفاعل عمد إلى قتل أشخاص بعينهم مع سبق الإصرار والترصد أم أنه كان ينوي إطلاق النار عشوائيا على جمهرة من الأشخاص ونتيجة لهذا قُتل 3 أشخاص وجُرح آخرون؟ هل نحن أمام جريمة قتل مع سابق الإصرار والترصد في استهداف 3 أشخاص بعينهم ؟ أم نحن أمام حالة جريمة اعتداء مسلح أفضت إلى القتل ؟
كل ماسبق لاينفي فظاعة ووحشية جريمة يوم أمس. لكن في المقابل التخريب الذي يقوم به أنصار PKK في العاصمة الفرنسية باريس وحرقهم للسيارات ، أمر غير مقبول بل هو مدان.
