
لم تحدث كارثة إنسانية مشابهة لما حدث بسوريا. تركيا المؤهلة لتمرير المساعدات والمشاركة في عمليات الإنقاذ تلقت قسم كبير من الدمار وتكافح لإنقاذ المتضررين والعالقين على مساحة واسعة بجغرافيتها وتركيا دولة لديها الإمكانيات اللوجستية والكوادر للتدخل والانقاذ السريع ولديها البنية التحتية القادرة على تلقي المساعدات وتوزيعها وبالتالي سينعكس ذلك على مد يدها لتقديم المساعدة للمناطق السورية القريبة وللمفارقة المنطقة التركية التي تضررت يوجد فيها كثافة من السوريين اللاجئين وبالتالي سقط عدد كبير منهم ضحايا الزلزال . الكارثة السورية مكتملة بنية تحتية هشة أبنية غير مراقبة فنيا وتعرضت لأضرار الحرب التي مازالت جارية ونصف سكان الشمال لاجئين من مناطق سورية ويعيشون بعشوائيات متناثرة على مساحة الشمال أدى ذلك لأنهيار آلاف الأبنية على سكانها وتأخر إنقاذهم .الوضع الاستثنائي في الشمال السوري وقوع الزالزل على طرفي جبهات القتال وتعدد مناطق السيطرة داخل المحرر سيعرقل تنسيق عمليات الإنقاذ والتخطيط لها وسيبطأ تدخل الدول الإقليمية والكبرى بسبب هشاشة الوضع وعدم الأعتراف بشرعية بعض الجماعات ووجود عقوبات أممية على الطرفين حقا انها كارثة مكتملة وفريدة من نوعها حرب طويلة وانقسام وشتاء قاسي وبنية تحتية ضعيفة وضعف إمكانيات وصعوبات لوجستية وقانونية لوصول فرق الإنقاذ والمساعدات وتباطؤ الدول وانعدام تدخلها في الشمال السوري ومعلوم هكذا كوارث تحتاج لتدخل عالمي سريع لايمكن لأي دولة في وقت السلم القيام بمفردها بعمليات الانقاذ وكل دقيقة نفقد انسان تحت الأنقاض وهذا يشعر السوريين بمرارة الخذلان الطويل العربي والدولي لإنقاذهم والتدخل لحل القضية من جذورها ويزيد من الكارثة تعرض الدولة الأقرب تركيا لنفس الكارثة الإنسانية والنظام السوري يستغل الكارثة للترويج لرفع العقوبات الأممية عنه ولايعترف بمسؤولية له على المناطق الواقعة خارج السيطرة وحتى لو تلقى المساعدات الإنسانية لن تصل لمستحقيها بسبب الفساد المستشري ببنيته وإدارته المافيوية للدولة وتمزيقه نسيج المجتمع السوري بين موالي ومعارض.
عبدالرحمن الحاج عبدالله